قصة للأطفال بعنوان أدم يتبرع للمسجد

 

قصة أدم يتبرع للمسجد

عند رامي حصّالة (قجّة) جميلة ملونة، يضع فيها النقود التي يعطيها له والده، كمصروف له.

فكان يصرف بعض النقود، ويضع الباقي في الحصالة.

فقد كان يحلم بشراء دراجة هوائية ولكنها غالية الثمن، فصار يقتصد من مصروفه كي يشتري هذه الدراجة.

 قصص واقعية للأطفال والكبار كوخ العم توم الجزء الثالث

في كل يوم يذهب رامي إلى دكان الألعاب وينظر إلى الدراجة الهوائية، وينظر إلى سعرها، ومن ثم يعود إلى البيت ويفتح الحصالة ويعدّ النقود الموجودة فيها، ويحسب كم بقي له من ثمنها.

في أحد الأيام كان أدم يعدّ النقود، فإذا بها قد اكتملت وصار بإمكانه شراء الدراجة.

ركض أدم إلى أبويه وهو يصيح من الفرح:

- هيا يا بابا لنشتري الدراجة الهوائية، فقد جمعت ثمنها كاملاً.

تبسم أبو أدم ، وقال له:

- هيا يا بني.. هيا نشتري هذه الدراجة، ولكن سنذهب أولاً إلى مسجد الحي، لألتقي بإمام المسجد.

أخذ أدم النقود من الحصّالة وذهب مع والده إلى المسجد، وكان يتحرّق شوقاً كي يذهب لشراء الدراجة.

في المسجد أعطى أبو أدم إمام المسجد ظرفاً فيه نقود، ثم سلّم عليه، وخرج من المسجد برفقة أدم.

توقف أدم وأمسك بيد والده يوقفه وهو يسأله:

- بابا لماذا أعطيت الإمام هذه النقود؟

قال أبو أدم:

- يا بنيّ.. المسجد بحاجة للتوسعة، فقد زاد عدد المصلين فيه، ولم يعد يسعهم كما يجب.

نظر أدم إلى أنحاء المسجد هنا وهناك، وأخذ يفكر ويفكر.

جذب أبو أدم بيد ابنه كي يخرجا من المسجد، ولكن أدم ترك يد والده، وذهب إلى إمام المسجد، وأعطاه النقود التي وفّرها لشراء الدراجة، قائلاً:

- خذ هذه النقود يا عمي لتضعها في توسعة المسجد.

نظر أبو أدم إلى ابنه نظرة حب واغرورقت الدموع في عينيه، وضمّ رامي إلى صدره، وهو يقول له:

- بارك الله بك يا بني.. بارك الله بك..

وبعد أيام نادى أبو أدم ابنه كي يتناول معه طعام العشاء..

دخل أدم غرفة الطعام فإذا به يرى على مائدة الطعام الدراجة الهوائية التي كان يحلم بها منذ زمن.

صاح أدم فرحاً:

- ما هذا؟؟ الدراجة التي أريدها هنا، لمن هذه الدراجة؟..

قال أبو أدم مبتهجاً:

- هذه الدراجة لك يا بني.. لأنك تبرعت بثمنها للمسجد، فعوّضك الله بأن أخذت مكافأة مالية من المدير، فاشتريت لك بهذه المكافأة هذه الدراجة الجميلة، فالله كريم كريم يا أدم.