قصص شعر الشعراء الثلاث مع الفتاة الجميلة
قصة شعرية الشعراء الثلاث مع الفتاة الجميلة
ويقال أنه ذات يوم التقى الشعراء الثلاثة أبو نواس ودعبل وأبو العتاهية في حفلة منتشية ومكثوا فيها ثلاثة أيام. وفي اليوم الرابع خرجوا من المنزل وأرادوا منزلهم ... قال أبو العتاهية: من نحن اليوم؟ قال أبو نواس: لكل منا فضائل ،فهيا نمتحن قرائحنا في الشعر فمن فاق أخوته كنا عنده.بينما هم كذلك مرت بقربهم فتاة حسناء كأنها البدر المنير او الشمس المضيئة , موشحة , محلاة بالحلى الثمينة والجواهر الغالية , تهتز دلالاً كأنها نشوى وليس بها من عيب وكأنها تبرأت من العلل والنقائص ، وكأنها تخلصت من عيوبها ، وارتدت ثلاث أثواب من الحرير ، كل منها أقصر من الأخرى. ) الأول أبيض ، (وسط) أسود ، (أسفل) أحمر .
فقام ابو العتاهية على الفور وانشد في الثوب الابيض شعرا
تبدي في ثياب من بياض
بأجفان
وألحاظ مراضِ
فقلتُ له: عبرت ولم تسلم
وإني منك
بالتسليم راضِ
تبارك من كسا
خديك ورداً
وقدك ميل أغصان الرياضِ
فقال نعم كساني
الله حسنا
ويخلق ما يشاء بلا اعتراضِ
فثوبي مثل ثغري مثل
نحري
بياضٌ في بياضٍ في بياضِ
وقال دعبل في الثوب الأسود :
تبدي في السواد فقلت بدراً
تجلى في الظلام على
العبادِ
فقلتُ له: عبرت ولم تسلم
وأشمت الحسود مع
الأعادي
تبارك من كسا خديك ورداً
مدى الأيام
دام بلا نفاذِ
فقال: نعم كساني الله حُسناً
ويخلق ما يشاء بلا
عنادِ
فثوبك مثل شعرك مثل حظي
سوادٌ في سوادٍ في سواد
وقال أبو نواس في الثوب الأحمر شعرا :
تبدى في قميص الورد يسعى
عذولي لا يلقب
بالحبيب
فقلت من التعجب كيف هذا
لقد أقبلت في زيٍ
عجيب
أحمرة وجنتيك كستك هذا
أم أنت صبغته بدم
القلوب
فقال: الشمس أهدت لي قميصا
قريب اللون من شفق
الغروب
فثوبي والمدام ولون خدي
قريبٌ من قريبٍ من قريب
فلما فرغوا من إنشادهم والجارية تصغي إليهم اقتربت منهم وقالت السلام
عليكم فردوا عليها السلام بحفاوة وإجلال فقالت لهم لا بد من وقوفي على أمركم
واطلاعي على أحوالكم لأعرف من أنتم وكيف انتهى بكم الحال إلى آخر ما سمعت من
إنشادكم فأخبروها القصة فقالت احسنتم الوصف وقد اجاد صاحبكم واشارت على ابو نواس
... وسارت في شأنها بعد أن تركتهم في حيرة من حكمها.