فضائل الأعمال للمقدسي كتاب الزَّكَاة وَنَحْوهَا

 


كتاب الزَّكَاة وَنَحْوهَا

1- فضل أَدَاء الزَّكَاة

225 - عَن أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ رَضِي الله عَنهُ أَن رجلا قَالَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَخْبرنِي بِعَمَل يدخلني الْجنَّة وَيُبَاعِدنِي من النَّار، قَالُوا: مَاله مَاله، قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "أرب مَاله، تعبد الله وَلَا تشرك بِهِ شَيْئا، وتقيم الصَّلَاة وتؤتي الزَّكَاة، وَتصل الرَّحِم" أَخْرجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ.


226 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ: "أَن أَعْرَابِيًا أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: دلَّنِي على عمل إِذا عملته دخلت الْجنَّة، قَالَ: "تعبد الله لَا تشرك بِهِ شَيْئا، وتقيم الصَّلَاة الْمَكْتُوبَة وتؤتي الزَّكَاة الْمَفْرُوضَة، وتصوم رَمَضَان"، قَالَ: وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَا أَزِيد على ذَلِك"، فَلَمَّا ولى قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من سره أَن ينظر إِلَى رجل من أهل الْجنَّة فَلْينْظر إِلَى هَذَا" أَخْرجَاهُ.

227 - عَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "بني الْإِسْلَام على خمس شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله، وإقام الصَّلَاة وإيتاء الزَّكَاة، وَحج الْبَيْت وَصَوْم رَمَضَان" أَخْرجَاهُ.

228 - عَن أبي هُرَيْرَة وَأبي سعيد رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَا: خَطَبنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمًا فَقَالَ: " وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ" ثَلَاث مَرَّات ثمَّ أكب فأكب كل رجل منا يبكي، لَا نَدْرِي على مَاذَا حلف، ثمَّ رفع رَأسه وَفِي وَجهه الْبُشْرَى، وَكَانَت أحب إِلَيْنَا من حمر النعم، ثمَّ قَالَ: "مَا من عبد يُصَلِّي الصَّلَوَات الْخمس، ويصوم رَمَضَان، وَيخرج الزَّكَاة، ويجتنب الْكَبَائِر السَّبع إِلَّا فتحت لَهُ أَبْوَاب الْجنَّة، وَقيل لَهُ ادخل الْجنَّة بِسَلام" رَوَاهُ النَّسَائِيّ.

فضائل الأعمال للمقدسي كتاب الصّيام

2- فضل الصَّدَقَة من الْكسْب الْحَلَال

229 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من تصدق بِعدْل تَمْرَة من كسب طيب، وَلَا يقبل الله إِلَّا الطّيب، فَإِن الله يقبلهَا بِيَمِينِهِ ثمَّ يُرَبِّيهَا لصَاحِبهَا كَمَا يُربي أحدكُم فلوه حَتَّى يكون مثل الْجَبَل" رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَهَذَا لفظ البُخَارِيّ.

230 - عَن عدي بن حَاتِم رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "اتَّقوا النَّار وَلَو بشق تَمْرَة، فَإِن لم تَجدوا فبكلمة طيبَة" أَخْرجَاهُ وَهَذَا لفظ مُسلم.

231 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "أَيهَا النَّاس إِن الله طيب لَا يقبل إِلَّا طيبا، وَإِن الله أَمر الْمُؤمنِينَ بِمَا أَمر بِهِ الْمُرْسلين قَالَ الله عز وَجل: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} وَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} ثمَّ ذكر الرجل يُطِيل السّفر أَشْعَث أغبر يمد يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاء يَا رب يَا رب، ومطعمه حرَام ومشربه حرَام وملبسه حرَام وغذي بالحرام فَأنى يُسْتَجَاب لَهُ" رَوَاهُ مُسلم.

232 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: يَا رَسُول الله أَي الصَّدقَات أعظم أجرا؟ قَالَ: "أَن تصدق وَأَنت صَحِيح شحيح تخشى الْفقر وَتَأمل الْغنى، وَلَا تمهل حَتَّى إِذا بلغت الْحُلْقُوم قلت لفُلَان كَذَا وَلفُلَان كَذَا وَقد كَانَ فلَان" أَخْرجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ.

233 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " سَبْعَة يظلهم الله فِي ظله يَوْم لَا ظلّ إِلَّا ظله: إِمَام عَادل، وشاب نَشأ فِي عبَادَة الله وَرجل قلبه مُعَلّق فِي الْمَسَاجِد، ورجلان تحابا فِي الله اجْتمعَا عَلَيْهِ وتفرقا عَلَيْهِ، وَرجل دَعَتْهُ امْرَأَة ذَات منصب وجمال فَقَالَ: إِنِّي أَخَاف الله، وَرجل تصدق بِصَدقَة فأخفاها حَتَّى لَا تعلم شِمَاله مَا تنْفق يَمِينه، وَرجل ذكر الله خَالِيا فَفَاضَتْ عَيناهُ" رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَهَذَا لفظ البُخَارِيّ.

234 - عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "إِن الصَّدَقَة تُطْفِئ غضب الرب وتدفع ميتَة السوء" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن غَرِيب.

235 - عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سُئِلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَي الصَّدَقَة أفضل؟ قَالَ: "صَدَقَة فِي رَمَضَان " رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث غَرِيب.

236 - عَن عبد الله بن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "لَا حسد إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رجل آتَاهُ الله مَالا فَسَلَّطَهُ على هَلَكته فِي الْحق، وَرجل أَتَاهُ الله حِكْمَة فَهُوَ يقْضِي بهَا وَيعلمهَا" رَوَاهُ البُخَارِيّ.

3- خير الصَّدَقَة مَا كَانَ عَن ظهر غنى وابدأ بِمَا تعول

237 - عَن حَكِيم بن حزَام رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "الْيَد الْعليا خير من الْيَد السُّفْلى وابدأ بِمن تعول، وَخير الصَّدَقَة مَا كَانَ عَن ظهر غنى، وَمن يستعف يعفه الله، وَمن يسْتَغْن يغنه الله" رَوَاهُ البُخَارِيّ وَرَوَاهُ مُسلم إِلَى قَوْله: "تعول".

238 - عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "خير الصَّدَقَة مَا كَانَ عَن ظهر غنى، وابدأ بِمن تعول" رَوَاهُ البُخَارِيّ.

239 - عَن جَابر رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ: أعتق رجل من بني عذرة عبدا لَهُ عَن دبر، فَبلغ ذَلِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: " أَلَك مَال غَيره؟ " قَالَ: لَا، فَقَالَ: "من يَشْتَرِيهِ مني"، فَاشْتَرَاهُ نعيم بن عبد الله الْعَدوي بثمانمائة دِرْهَم فجَاء بهَا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَدَفعهَا إِلَيْهِ، ثمَّ قَالَ: "ابدأ بِنَفْسِك فَتصدق عَلَيْهَا، فَإِن فضل شَيْء فلأهلك، فَإِن فضل عَن أهلك شَيْء فلذي قرابتك، فَإِن فضل عَن ذِي قرابتك شَيْء فَهَكَذَا وَهَكَذَا"، يَقُول: فَبين يَديك وَعَن يَمِينك وَعَن شمالك" رَوَاهُ مُسلم هَكَذَا، وروى البُخَارِيّ طرفا مِنْهُ.

عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " تصدقوا" فَقَالَ رجل: عِنْدِي نصف دِينَار، قَالَ: "تصدق بِهِ على نَفسك"، قَالَ: عِنْدِي آخر، قَالَ: "تصدق بِهِ على زَوجتك"، قَالَ: عِنْدِي آخر، قَالَ: "تصدق بِهِ على ولدك"، قَالَ: عِنْدِي آخر، قَالَ: "تصدق بِهِ على خادمك"، قَالَ: عِنْدِي آخر، قَالَ: "أَنْت أبْصر" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَهَذَا لَفظه.

4- فضل الْإِنْفَاق

240 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "مَا من يَوْم يصبح الْعباد فِيهِ إِلَّا ملكان ينزلان فَيَقُول أَحدهمَا: اللَّهُمَّ أعْط منفقا خلفا، وَيَقُول الآخر: اللَّهُمَّ أعْط ممسكا تلفا" رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم.

241 - وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن الله قَالَ لي: أنْفق أنْفق عَلَيْك"، وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "إِن يَمِين الله ملأى لَا يغيضها نَفَقَة، سحاء اللَّيْل وَالنَّهَار، أَرَأَيْتُم مَا أنْفق مُنْذُ خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض فَإِنَّهُ لم يغض مَا فِي يَمِينه، قَالَ: وعرشه على المَاء وَبِيَدِهِ الْأُخْرَى الْقَبْض يرفع ويخفض" رَوَاهُ مُسلم.

242 - وَعَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: "ضرب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مثل الْبَخِيل والمتصدق كَمثل رجلَيْنِ عَلَيْهِمَا جبتان من حَدِيد قد اضطرت أَيْدِيهِمَا إِلَى ثديهما وتراقيهما، فَجعل الْمُتَصَدّق كلما تصدق بِصَدقَة انبسطت عَنهُ حَتَّى تغشى أنامله وَتَعْفُو أَثَره، وَجعل الْبَخِيل كلما هم بِصَدقَة قلصت وَأخذت كل حَلقَة مَكَانهَا، قَالَ: فَأَنا رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول بإصبعه فِي جيبه فَلَو رَأَيْته يوسعها وَلَا توسع" أَخْرجَاهُ وَهَذَا لفظ مُسلم.

243 - عَن أَسمَاء بنت أبي بكر رَضِي الله عَنْهَا قَالَت: قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أنفقي أَو انضحي أَو انفحي وَلَا تحصي فيحصي عَلَيْك وَلَا توعي فيوعى عَلَيْك" أَخْرجَاهُ.

244 - عَن أبي مُوسَى رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "على كل مُسلم صَدَقَة"، قَالُوا: يَا رَسُول الله فَمن لم يجد، قَالَ: "يعْمل بِيَدِهِ فينفع نَفسه وَيتَصَدَّق"، قَالُوا: فَإِن لم يجد، قَالَ: "يعين ذَا الْحَاجة الملهوف"، قَالُوا: فَإِن لم يجد، قَالَ: "يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ وَينْهى عَن الْمُنكر، وليمسك عَن الشَّرّ فَإِنَّهَا لَهُ صَدَقَة" أَخْرجَاهُ بِنَحْوِهِ.

245 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "كل سلامى من النَّاس عَلَيْهِ صَدَقَة كل يَوْم تطلع فِيهِ الشَّمْس"، قَالَ: "تعدل بَين الِاثْنَيْنِ صَدَقَة، وَتعين الرجل فِي دَابَّته فتحمله عَلَيْهَا أَو ترفع لَهُ عَلَيْهَا مَتَاعه صَدَقَة"، قَالَ: "والكلمة الطّيبَة صَدَقَة، وَبِكُل خطْوَة تمشيها إِلَى الصَّلَاة صَدَقَة، وتميط الْأَذَى عَن الطَّرِيق صَدَقَة" أَخْرجَاهُ وَهَذَا لفظ مُسلم.

5- فضل الصَّدَقَة على الْقَرَابَة

246 - عَن زَيْنَب امْرَأَة عبد الله رَضِي الله عَنْهَا قَالَت: كنت فِي الْمَسْجِد فَرَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: "تصدقن وَلَو من حليكن"، وَكَانَت زَيْنَب تنْفق على عبد الله وأيتام فِي حجرها، فَقَالَت لعبد الله: سل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أتجزئ عني أَن أنْفق عَلَيْك وعَلى أَيْتَام فِي حجري من الصَّدَقَة، فَقَالَ لي: سَلِي أَنْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَانْطَلَقت إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَوجدت امْرَأَة من الْأَنْصَار على الْبَاب، حَاجَتهَا مثل حَاجَتي، فَمر علينا بِلَال، فَقُلْنَا: سل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أتجزئ عني أَن أنْفق على زَوجي وأيتام فِي حجري، فَقُلْنَا: لَا تخبر بِنَا فَدخل فَسَأَلَهُ: فَقَالَ: "من هما؟ " قَالَ: زَيْنَب، قَالَ: "أَي الزيانب؟ " قَالَ: امْرَأَة عبد الله، قَالَ: "نعم لَهَا أَجْرَانِ مرَّتَيْنِ أجر الْقَرَابَة وَأجر الصَّدَقَة" هَكَذَا رَوَاهُ البُخَارِيّ. وَرَوَاهُ مُسلم بِمَعْنَاهُ وَعِنْده "أتجزئ الصَّدَقَة عَنْهُمَا على أزواجهما وعَلى أَيْتَام فِي حجورهما".

247 - عَن أم سَلمَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت: قلت: يَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَلِي أجر أَن أنْفق على بني أبي سَلمَة؟ إِنَّمَا هم بني، قَالَ: "أنفقي عَلَيْهِم وَلَك أجر مَا أنفقت عَلَيْهِم" رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم بِنَحْوِهِ.

248 - عَن ثَوْبَان رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "أفضل دِينَار يُنْفِقهُ الرجل دِينَار يُنْفِقهُ على عِيَاله، ودينار يُنْفِقهُ الرجل على دَابَّته فِي سَبِيل الله، ودينار يُنْفِقهُ على أَصْحَابه فِي سَبِيل الله" رَوَاهُ مُسلم.

249 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "دِينَار أنفقته فِي سَبِيل الله، ودينار أنفقته فِي رَقَبَة، ودينار تَصَدَّقت بِهِ على مِسْكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرا الَّذِي أنفقته على أهلك" أخرجه مُسلم.

250 - عَن أبي مَسْعُود البدري رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "إِن الْمُسلم إِذا أنْفق على أَهله نَفَقَة وَهُوَ يحتسبها كَانَت لَهُ صَدَقَة" أَخْرجَاهُ.

251 - عَن سراقَة بن مَالك رَضِي الله عَنهُ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "أَلا أدلك على أفضل الْأَعْمَال، الصَّدَقَة على ابْنَتك مَرْدُودَة إِلَيْك لَيْسَ لَهَا كاسب غَيْرك" رَوَاهُ ابْن مَاجَه.

252 - عَن مَيْمُونَة بنت الْحَارِث رَضِي الله عَنْهَا أَنَّهَا أعتقت لَهَا وليدة فِي زمَان رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَذكرت ذَلِك لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: "لَو أعطيتهَا لأخوالك كَانَ أعظم لأجرك" أَخْرجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ.

253 - عَن طَارق الْمحَاربي رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قدمنَا الْمَدِينَة فَإِذا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَائِم يخْطب النَّاس وَيَقُول: " يَد الْمُعْطِي الْعليا، ابدأ بِمن تعول أمك وأباك وأختك وأخاك، ثمَّ أدناك أدناك " رَوَاهُ النَّسَائِيّ.

254 - عَن سلمَان بن عَامر رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "إِن الصَّدَقَة على الْمِسْكِين صَدَقَة، وعَلى ذِي الرَّحِم اثْنَان صَدَقَة وصلَة" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ.

255 - عَن أنس بن مَالك قَالَ: "كَانَ أَبُو طَلْحَة أَكثر الْأَنْصَار بِالْمَدِينَةِ مَالا، وَكَانَ أحب أَمْوَاله إِلَيْهِ بيرحاء، وَكَانَت مُسْتَقْبل الْمَسْجِد، وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يدخلهَا وَيشْرب من مَاء فِيهَا طيب، قَالَ أنس: فَلَمَّا نزلت هَذِه الْآيَة

{لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} قَامَ أَبُو طَلْحَة إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: إِن الله يَقُول فِي كِتَابه {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} وَإِن أحب أَمْوَالِي إِلَيّ بيرحاء، وَإِنَّهَا صَدَقَة لله أَرْجُو برهَا وَذُخْرهَا عِنْد الله فضعها يَا رَسُول الله حَيْثُ شِئْت، قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "بخ ذَلِك مَال رابح، ذَلِك مَال رابح، ذَلِك مَال رابح، قد سَمِعت مَا قلت فِيهَا، وَإِنِّي أرى أَن تجعلها فِي الْأَقْرَبين"، فَقَسمهَا أَبُو طَلْحَة فِي أَقَاربه وَبني عَمه". أَخْرجَاهُ وَهَذَا لفظ مُسلم.

6- ذكر أجر الْمَرْأَة والخازن وَالْعَبْد

256 - عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا أنفقت الْمَرْأَة من طَعَام بَيتهَا غير مفْسدَة، كَانَ لَهَا أجرهَا بِمَا أنفقت، ولزوجها أجره بِمَا كسب، وللخازن مثل ذَلِك، لَا ينقص بَعضهم أجر بعض شَيْئا" أَخْرجَاهُ.

257 - عَن أبي مُوسَى رَضِي الله عَنهُ، عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "للخازن الْمُسلم الْأمين الَّذِي ينفذ وَرُبمَا قَالَ: يُعْطي مَا أَمر بِهِ كَامِلا موفرا طيبَة نَفسه فيدفعه إِلَى الَّذِي أَمر لَهُ بِهِ أحد المتصدقين" أَخْرجَاهُ.

258 - عَن عُمَيْر مولى أبي اللَّحْم، قَالَ: أَمرنِي مولَايَ أَن أقدد لَحْمًا، فَجَاءَنِي مِسْكين فأطعمته، فَعلم بذلك مولَايَ فضربني، فَأتيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكرت لَهُ ذَلِك لَهُ، فَدَعَاهُ، فَقَالَ: "لم ضَربته؟ " فَقَالَ: يُعْطي طَعَامي من غير أَن آمره، فَقَالَ: "الْأجر بَيْنكُمَا"، وَفِي رِوَايَة: كنت مَمْلُوكا فَسَأَلت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتصدق من مَال مولَايَ؟ قَالَ: "نعم وَالْأَجْر بَيْنكُمَا نِصْفَانِ" أخرجه مُسلم.

قَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام: "كل مَعْرُوف صَدَقَة"

259 - عَن جَابر بن عبد الله رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "كل مَعْرُوف صَدَقَة، وَمَا أنْفق الرجل على أَهله وَنَفسه كتب لَهُ صَدَقَة، وَمَا وقى

7- ذكر جهد الْمقل

262 - عَن عبد الله بن حبشِي الْخَثْعَمِي رَضِي الله عَنهُ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سُئِلَ أَي الْأَعْمَال أفضل، قَالَ: "إِيمَان لاشك فِيهِ، وَجِهَاد لَا غلُول فِيهِ، وَحجَّة مبرورة"، قيل: فَأَي الصَّلَاة أفضل؟، قَالَ: "طول الْقُنُوت"، قيل: فَأَي الصَّدَقَة أفضل؟، قَالَ: "جهد الْمقل"، قيل: فَأَي الْهِجْرَة أفضل؟، قَالَ: "من هَاجر مَا حرم الله عَلَيْهِ"، قيل: فَأَي الْجِهَاد أفضل؟، قَالَ: "من جَاهد الْمُشْركين بِمَالِه وَنَفسه"، قيل: فَأَي الْقَتْل أشرف؟، قَالَ: "من أهريق دَمه وعقر جَوَاده" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَهَذَا لفظ حَدِيثه.

263 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "سبق دِرْهَم مائَة ألف دِرْهَم"، قَالُوا: يَا رَسُول الله وَكَيف؟ قَالَ: "كَانَ لرجل دِرْهَمَانِ فَأخذ أَحدهمَا فَتصدق بِهِ، وَرجل لَهُ مَال كثير فَأخذ من عرض مَاله مائَة ألف دِرْهَم فَتصدق بِهِ" رَوَاهُ النَّسَائِيّ.

264 - عَن أبي مَسْعُود قَالَ: "أمرنَا بِالصَّدَقَةِ، قَالَ: كُنَّا نحامل على ظُهُورنَا، قَالَ: فَتصدق أَبُو عقيل بِنصْف صَاع، قَالَ: وَجَاء إِنْسَان بِأَكْثَرَ مِنْهُ فَقَالَ المُنَافِقُونَ: إِن الله عز وَجل لَغَنِيّ عَن صَدَقَة هَذَا، وَمَا فعل هَذَا الآخر إِلَّا رِيَاء، فَنزلت: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ} " أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم.

265 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: جَاءَ رجل إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: إِنِّي مجهود، فَأرْسل إِلَى بعض نِسَائِهِ فَقَالَت: "وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ مَا عِنْدِي إِلَّا المَاء"، ثمَّ أرسل إِلَى أُخْرَى فَقَالَت مثل ذَلِك، حَتَّى قُلْنَ كُلهنَّ مثل ذَلِك، لَا وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ مَا عندنَا إِلَّا المَاء، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من يضيف هَذِه اللَّيْلَة رَحمَه الله"، فَقَالَ رجل من الْأَنْصَار يُقَال لَهُ أَبُو طَلْحَة: أَنا يَا رَسُول الله، فَانْطَلق بِهِ إِلَى رَحْله، فَقَالَ لامْرَأَته: هَل عنْدك شَيْء؟ قَالَت: لَا إِلَّا قوت صبياني، قَالَ: فعلليهم بِشَيْء فَإِذا دخل ضيفنا فأطفئي السراج وأريه أَنا نَأْكُل، فَإِذا أَهْوى ليَأْكُل فقومي إِلَى السراج حَتَّى تطفئيه، قَالَ: فقعدوا وَأكل الضَّيْف، فَلَمَّا أصبح غَدا على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: "قد عجب الله عز وَجل من صنيعكما بضيفكما اللَّيْلَة"، قَالَ: فَنزلت هَذِه الْآيَة {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} أَخْرجَاهُ، وَهَذَا لفظ مُسلم.

8- [فضل المنيحة]

266 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "نعم المنيحة اللقحة تَغْدُو وَتَروح بعساء إِن أجرهَا لعَظيم" رَوَاهُ مُسلم وَمَعْنَاهُ الْعس وَهُوَ الْقدح الْكَبِير.

267 - وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من منح منيحة غَدَتْ لَهُ بِصَدقَة صبوحها وغبوقها" رَوَاهُ مُسلم.

268 - عَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "أَرْبَعُونَ خصْلَة أعلاهن منيحة العنز، مَا من عَامل يعْمل بخصلة مِنْهَا رَجَاء ثَوَابهَا وتصديق موعودها إِلَّا أدخلهُ الله الْجنَّة بهَا"، قَالَ حسان بن عَطِيَّة: "فعددنا مَا دون منيحة العنز من رد السَّلَام، وتشميت الْعَاطِس، وإماطة الْأَذَى عَن الطَّرِيق، وَنَحْوه فَمَا استطعنا أَن نبلغ خمس عشرَة خصْلَة". رَوَاهُ البُخَارِيّ.

269 - عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خرج إِلَى أَرض تهتز زرعا، فَقَالَ: لمن هَذِه؟ فَقَالُوا: أكراها فلَان، فَقَالَ: "أما إِنَّه لَو منحها إِيَّاه كَانَ خيرا لَهُ من أَن يَأْخُذ عَلَيْهَا أجرا مَعْلُوما" وَقَالَ بَعضهم: خرجا مَعْلُوما.

270 - عَن الْبَراء بن عَازِب رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "من منح منيحة لبن أَو ورق أَو هدى رقاف كَانَ لَهُ مثل عتق رَقَبَة" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب.

9- ذكر أَن ترك الشَّرّ صَدَقَة

271 - عَن أبي ذَر رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَأَلت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَي الْعَمَل أفضل؟ قَالَ: "إِيمَان بِاللَّه وَجِهَاد فِي سَبيله"، قلت: فَأَي الرّقاب أفضل؟ قَالَ: "أغلاها ثمنا وأنفسها عِنْد أَهلهَا"، قَالَ: قلت: فَإِن لم أفعل قَالَ: "تعين صانعا أَو تصنع لأخرق"، فَإِن لم أفعل، قَالَ: "تدع النَّاس من الشَّرّ فَإِنَّهَا صَدَقَة تصدق بهَا على نَفسك" أَخْرجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ.

10- فضل الْغِرَاس وَالزَّرْع وَإِن مَا أكل مِنْهُ كَانَ صَدَقَة

272 - عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا من مُسلم يغْرس غراسا أَو يزرع زرعا فيأكل مِنْهُ طير أَو إِنْسَان أَو بَهِيمَة إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَة" رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم.

273 - عَن جَابر بن عبد الله رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "مَا من مُسلم يغْرس غرسا إِلَّا كَانَ مَا أكل مِنْهُ لَهُ صَدَقَة وَمَا سرق مِنْهُ لَهُ صَدَقَة، وَمَا أكل السَّبع مِنْهُ فَهُوَ لَهُ صَدَقَة، وَمَا أكلت الطير فَهُوَ لَهُ صَدَقَة، وَلَا يزرأه أحد إِلَّا كَانَ لَهُ صَدَقَة"، وَفِي رِوَايَة: "لَا يغْرس غرسا وَلَا يزرع زرعا فيأكل مِنْهُ إِنْسَان وَلَا دَابَّة وَلَا شَيْء إِلَّا كَانَت لَهُ صَدَقَة" رَوَاهُ مُسلم.

11- فضل وَفَاء دين الْمَيِّت

274 - عَن سَلمَة بن الْأَكْوَع رَضِي الله عَنهُ قَالَ: "كُنَّا جُلُوسًا عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذْ أُتِي بِجنَازَة فَقَالُوا: صل عَلَيْهَا، قَالَ: "هَل عَلَيْهِ دين؟ " قَالُوا: لَا، قَالَ: "فَهَل ترك شَيْئا؟ " قَالُوا: لَا، فصلى عَلَيْهِ، ثمَّ أُتِي بِجنَازَة أُخْرَى فَقَالُوا: يَا رَسُول الله صل عَلَيْهَا، قَالَ: "هَل عَلَيْهِ دين؟ " قيل: نعم، قَالَ: "فَهَل ترك شَيْئا؟ " قَالُوا: ثَلَاثَة دَنَانِير، فصلى عَلَيْهِ، ثمَّ أُتِي بالثالثة، قَالُوا: صل عَلَيْهَا، قَالَ: "هَل ترك شَيْئا؟ " قَالُوا: لَا، فَهَل عَلَيْهِ دين؟ قَالُوا: ثَلَاثَة دَنَانِير، قَالَ: "صلوا على صَاحبكُم"، قَالَ أَبُو قَتَادَة: صل عَلَيْهِ يَا رَسُول الله وَعلي دينه، فصلى عَلَيْهِ". رَوَاهُ البُخَارِيّ.

275 - عَن جَابر رَضِي الله عَنهُ قَالَ: "مَاتَ رجل فغسلناه وكفناه وحنطاه ووضعناه لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَيْثُ تُوضَع الْجَنَائِز عِنْد مقَام جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام، ثمَّ آذنا رَسُول الله فِي الصَّلَاة، فجَاء مَعنا خطا ثمَّ قَالَ: "أَعلَى صَاحبكُم دين؟ " قَالُوا: نعم دِينَارَانِ، فَتخلف، فَقَالَ لَهُ رجل منا يُقَال لَهُ أَبُو قَتَادَة: يَا رَسُول الله هما عَليّ، فَجعل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول "هما عَلَيْك وَفِي مَالك وَحقّ الرجل عَلَيْك، وَالْمَيِّت مِنْهُمَا بَرِيء"، قَالَ: نعم، فصلى عَلَيْهِ، فَجعل رَسُول الله يَقُول إِذا لَقِي أَبَا قَتَادَة: "مَا صنعت فِي الدينارين" حَتَّى كَانَ آخر ذَلِك قَالَ: قضيتهما يَا رَسُول الله، قَالَ: "الْآن حِين بردت عَلَيْهِ جلده". رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ.

276 - وَعَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: "كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا أُتِي بِجنَازَة لم يسْأَل عَن شَيْء من عمل الرجل وَيسْأل عَن دينه، فَإِن قيل عَلَيْهِ دين كف عَن الصَّلَاة، وَإِن قيل لَيْسَ عَلَيْهِ دين صلى عَلَيْهِ، فَأتي بِجنَازَة فَلَمَّا قَامَ ليكبر سَأَلَ رَسُول الله أَصْحَابه "هَل على صَاحبكُم دين؟ " قَالُوا: نعم دِينَارَانِ، فَعدل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالُوا: "صلوا على صَاحبكُم"، فَقَالَ عَليّ رَضِي الله عَنهُ: هما عَليّ بَرِيء مِنْهُمَا، فَتقدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فصلى عَلَيْهِ، ثمَّ قَالَ لعَلي بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ: "جَزَاك الله خيرا، فك الله رهانك كَمَا فَككت رهان أَخِيك، إِنَّه لَيْسَ من ميت يَمُوت وَعَلِيهِ دين إِلَّا وَهُوَ مُرْتَهن بِدِينِهِ، وَمن فك رهان ميت فك الله رهانه يَوْم الْقِيَامَة"، فَقَالَ بَعضهم: هَذَا لعَلي خَاصَّة أم للْمُسلمين عَامَّة، فَقَالَ: "بل للْمُسلمين عَامَّة". رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ، وَرَوَاهُ أَيْضا عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ نَحوه وَقَالَ فِيهِ: وَإِن عليا قَالَ: أَنا ضَامِن لدينِهِ.

12- الصَّدَقَة عَن الْمَيِّت وَفضل سقِِي المَاء

277 - عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا أَن رجلا أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله إِن أُمِّي افتلتت نَفسهَا وَلم توص وأظنها لَو تَكَلَّمت تَصَدَّقت أفلها أجر إِن تَصَدَّقت عَنْهَا؟ قَالَ: "نعم". أَخْرجَاهُ وَهَذَا لفظ مُسلم.

278 - عَن عبد الله بن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَن سعد بن عبَادَة توفيت أمه وَهُوَ غَائِب عَنْهَا، فَأتى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله إِن أُمِّي توفيت وَأَنا غَائِب عَنْهَا فَهَل ينفعها شَيْء إِن تَصَدَّقت عَنْهَا؟ قَالَ: "نعم"، قَالَ: فَإِنِّي أشهدك أَن حائطي المخراق صَدَقَة عَنْهَا. رَوَاهُ البُخَارِيّ.

279 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن رجلا قَالَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن أبي مَاتَ وَترك مَالا وَلم يوص فَهَل يَكْفِي عَنهُ إِن تَصَدَّقت عَنهُ، قَالَ: "نعم". رَوَاهُ مُسلم.

280 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "بَينا رجل يمشي فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطش، فَنزل بِئْرا فَشرب مِنْهُ، ثمَّ خرج فَإِذا هُوَ بكلب يَلْهَث يَأْكُل الثرى من الْعَطش، فَقَالَ: لقد بلغ هَذَا مثل الَّذِي بلغ بِي، فَمَلَأ خفه ثمَّ أمسك بِفِيهِ ثمَّ رقى فسقى الْكَلْب، فَشكر الله لَهُ، فغفر لَهُ" قَالُوا: يَا رَسُول الله وَإِن لنا فِي الْبَهَائِم أجرا؟ قَالَ: "فِي كل كبد رطبَة أجر" أَخْرجَاهُ وَهَذَا لفظ البُخَارِيّ.

281 - وَعَن سعد بن عبَادَة رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ: يَا رَسُول الله، إِن أم سعد مَاتَت فَأَي صَدَقَة أفضل؟ قَالَ: "المَاء "، قَالَ: فحفر بِئْرا وَقَالَ: هَذِه لأم سعد. أخرجه أَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه، وَلَفظ ابْن مَاجَه: قلت: يَا رَسُول الله أَي الصَّدَقَة أفضل؟ قَالَ: "سقِِي المَاء".

282 - وَعَن سراقَة بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَأَلت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن ضَالَّة الْإِبِل تغشى حياضي قد لطتها فَهَل لي من أجر إِن سقيتها، فَقَالَ: "نعم فِي كل ذَات كبد حرى أجر". رَوَاهُ ابْن مَاجَه.

283 - عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "يصف أهل الْجنَّة يَوْم الْقِيَامَة صُفُوفا، فيمر الرجل على الرجل فَيَقُول: يَا فلَان أما تذكر يَوْم استيقيت فسقيتك شربة، قَالَ: فَيشفع لَهُ، ويمر الرجل على الرجل فَيَقُول لَهُ: أما تذكر يَوْم ناولتك طهُورا، فَيشفع لَهُ". رَوَاهُ ابْن مَاجَه.

13- ذكر مَا يلْحق الْمَيِّت بعد مَوته

284 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "إِذا مَاتَ الْإِنْسَان انْقَطع عَنهُ عمله إِلَّا من ثَلَاث، صَدَقَة جَارِيَة، أَو علم ينْتَفع بِهِ أَو ولد صَالح يَدْعُو لَهُ". أخرجه مُسلم.

285 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "إِن مِمَّا يلْحق الْمُؤمن من عمله وحسناته بعد مَوته، علما علمه ونشره، وَولدا صَالحا تَركه، ومصحفا وَرثهُ أَو مَسْجِدا بناه أَو بَيْتا لِابْنِ السَّبِيل بناه، أَو نَهرا أكراه أَو صَدَقَة أخرجهَا من مَاله فِي صِحَّته وحياته تلْحقهُ من بعد مَوته". رَوَاهُ ابْن مَاجَه.

14- وَمن فَضَائِل الصَّدقَات وَغَيرهَا

286 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "قَالَ رجل لأتصدقن اللَّيْلَة بِصَدقَة، فَخرج بِصَدَقَتِهِ فوضعها فِي يَد زَانِيَة، فَأَصْبحُوا يتحدثون تصدق اللَّيْلَة على زَانِيَة، قَالَ: اللَّهُمَّ لَك الْحَمد على زَانِيَة، لأتصدقن اللية بِصَدقَة فَخرج بِصَدَقَتِهِ فوضعها فِي يَد غَنِي، فَأَصْبحُوا يتحدثون تصدق على غَنِي، قَالَ: اللَّهُمَّ لَك الْحَمد على غَنِي، لأتصدقن بِصَدقَة فَخرج بِصَدَقَتِهِ

15- [فضل الاستعفاف]

291 - عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ أَن نَاسا من الْأَنْصَار سَأَلُوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَعْطَاهُمْ، ثمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ حَتَّى نفد مَا عِنْده، فَقَالَ: "مَا يكون عِنْدِي من خير فَلَنْ أؤخره عَنْكُم، وَمن يستعف يعفه الله، وَمن يسْتَغْن يغنه الله، وَمن يتصبر يصبره الله، وَمَا أعطي أحد عَطاء خيرا وأوسع من الصَّبْر ". أَخْرجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَهَذَا لفظ البُخَارِيّ.

292 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لِأَن يَأْخُذ أحدكُم حبله فيحتطب على ظَهره خير لَهُ من أَن يَأْتِي رجلا فيسأله أعطَاهُ أَو مَنعه". رَوَاهُ البُخَارِيّ، وَفِي مُسلم: "لِأَن يَغْدُو أحدكُم فيحتطب على ظَهره فَيتَصَدَّق بِهِ ويستغني عَن النَّاس خير لَهُ من أَن يسْأَل رجلا أعطَاهُ أَو مَنعه".

293 - عَن الزبير بن الْعَوام رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "لِأَن يَأْخُذ أحدكُم حبله فَيَأْتِي بحزمة حطب على ظَهره فيبيعها فيكف الله بهَا وَجهه خير لَهُ من أَن يسْأَل النَّاس أَعْطوهُ أَو منعُوهُ" رَوَاهُ البُخَارِيّ.

294 - عَن عمرَان رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ وَهُوَ على الْمِنْبَر وَذكر الصَّدَقَة وَالتَّعَفُّف وَالْمَسْأَلَة: "الْيَد الْعليا خير من الْيَد السُّفْلى، وَالْيَد الْعليا هِيَ المنفقة والسفلى هِيَ السائلة" رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم.

16- التعفف عَن الْمَسْأَلَة

295 - عَن حَكِيم بن حزَام رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَأَلت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَعْطَانِي ثمَّ سَأَلته فَأَعْطَانِي، ثمَّ سَأَلته فَأَعْطَانِي، ثمَّ قَالَ: "إِن هَذَا المَال خضرَة حلوة فَمن أَخذه بِطيب نفس بورك لَهُ فِيهِ، وَمن أَخذه بإشراف نفس لم يُبَارك لَهُ فِيهِ، وَكَانَ كَالَّذي يَأْكُل وَلَا يشْبع، وَالْيَد الْعليا خير من الْيَد السُّفْلى" أَخْرجَاهُ.

296 - عَن عَوْف بن مَالك الْأَشْجَعِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: "كُنَّا عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تِسْعَة أَو ثَمَانِيَة أَو سَبْعَة فَقَالَ: " أَلا تُبَايِعُونَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم" وَكُنَّا حَدِيث عهد ببيعة، فَقُلْنَا: قد بايعناك يَا رَسُول الله، ثمَّ قَالَ: "أَلا تُبَايِعُونَ رَسُول الله"، قُلْنَا: قد بايعناك يَا رَسُول الله فعلى مَا نُبَايِعك، قَالَ: "على أَن تعبدوا الله لَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا والصلوات الْخمس وتطيعوا"، وَأسر كلمة خُفْيَة، "وَلَا تسألوا النَّاس شَيْئا"، فَلَقَد رَأَيْت بعض أُولَئِكَ النَّفر يسْقط سَوط أحدهم فَمَا يسْأَل أحدا يناوله إِيَّاه". رَوَاهُ مُسلم.

297 - عَن ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من أَصَابَته فاقة فأنزلها بِالنَّاسِ لم تسد فاقته، وَمن أنزلهَا بِاللَّه أوشك الله لَهُ بالغنى، إِمَّا بِمَوْت عَاجل أَو غنى عَاجل". رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب.

298 - عَن ثَوْبَان رَضِي الله عَنهُ مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من تكفل لي أَن لَا يسْأَل النَّاس شَيْئا وأتكفل لَهُ بِالْجنَّةِ" فَقَالَ ثَوْبَان: أَنا فَكَانَ لَا يسْأَل شَيْئا". رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَاللَّفْظ لأبي دَاوُد.

299 - عَن سَمُرَة بن جُنْدُب رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن الْمَسْأَلَة كد يكد بهَا الرجل وَجهه إِلَّا أَن يسْأَل الرجل سُلْطَانا أَو فِي أَمر لابد مِنْهُ". هَكَذَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه بِنَحْوِهِ.

300 - عَن عَائِذ بن عمر رَضِي الله عَنهُ أَن رجلا أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَسَأَلَهُ فَأعْطَاهُ، فَلَمَّا وضع رجله على أُسْكُفَّة الْبَاب قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "لَو تعلمُونَ مَا فِي الْمَسْأَلَة مَا مَشى أحد إِلَى أحد يسْأَله". رَوَاهُ النَّسَائِيّ.

17- فضل بر الْوَالِدين

301 - عَن عبد الله بن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَأَلت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَي الْعَمَل أحب إِلَى الله تَعَالَى؟ قَالَ: "الصَّلَاة على وَقتهَا"، قَالَ: ثمَّ أَي قَالَ: "بر الْوَالِدين"، قَالَ: ثمَّ أَي قَالَ: "الْجِهَاد فِي سَبِيل الله"، قَالَ: حَدثنِي بِهن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَو استزدته لزادني. أَخْرجَاهُ.

302 - عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله من أَحَق بِحسن صَحَابَتِي؟ قَالَ: "أمك"، قَالَ: ثمَّ من؟ قَالَ: "أمك"، قَالَ: ثمَّ من؟ قَالَ: "أمك"، قَالَ: ثمَّ من؟ قَالَ: "أَبوك". أَخْرجَاهُ وَهَذَا لفظ البُخَارِيّ، وَفِي لفظ مُسلم "ثمَّ أدناك أدناك".

303 - عَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رجل للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أأجاهد؟ قَالَ: "أَلَك أَبَوَانِ؟ " قَالَ: نعم، قَالَ: "ففيهما فَجَاهد". أَخْرجَاهُ وَاللَّفْظ للْبُخَارِيّ.

304 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ، عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "رغم أَنفه، رغم أَنفه"، قيل: من يَا رَسُول الله؟ قَالَ: "من أدْرك أحد أَبَوَيْهِ عِنْد الْكبر أَحدهمَا أَو كِلَاهُمَا فَلم يدْخل الْجنَّة". رَوَاهُ مُسلم.

305 - عَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا، قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "إِن من أبر الْبر صلَة الرجل ود أَبِيه بعد أَن تولى". أخرجه مُسلم.

306 - عَن مُعَاوِيَة بن حيدة الْقشيرِي رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قلت يَا رَسُول الله من أبر؟ قَالَ: "أمك"، قَالَ: قلت: ثمَّ من؟ قَالَ: "أمك"، قَالَ: قلت: ثمَّ من؟ قَالَ: "أمك"، قَالَ: قلت: ثمَّ من؟ قَالَ: "ثمَّ أَبَاك ثمَّ الْأَقْرَب فَالْأَقْرَب". رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن.

307 - عَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا، عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "رضَا الرب فِي رضَا الْوَالِد، وَسخط الله فِي سخط الْوَالِد". رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ.

308 - عَن أبي الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ، أَن رجلا أَتَاهُ فَقَالَ: "إِن لي امْرَأَة وَإِن أُمِّي تَأْمُرنِي بِطَلَاقِهَا"، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاء: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "الْوَالِد أَوسط أَبْوَاب الْجنَّة فأضع ذَلِك الْبَاب أَو احفظه" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح.

309 - عَن كُلَيْب بن مَنْفَعَة عَن جده أَنه أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله من أبر؟ قَالَ: "أمك وأباك وأختك وأخاك ومولاك الَّذِي يلى ذَلِك حق وَاجِب ورحم مَوْصُولَة ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ.

310 - عَن أبي أسيد مَالك بن ربيعَة السَّاعِدِيّ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحن عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذْ جَاءَهُ رجل من بني سَلمَة فَقَالَ: يَا رَسُول الله هَل بَقِي من بر أَبَوي شَيْء أبرهما بِهِ بعد مَوْتهمَا؟ قَالَ: "نعم الصَّلَاة عَلَيْهِمَا، وَالِاسْتِغْفَار لَهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهمَا، وصلَة الرَّحِم لَا توصل إِلَّا بهما، وإكرام صديقهما". رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه وَاللَّفْظ لأبي دَاوُد.

311 - عَن أبي أُمَامَة رَضِي الله عَنهُ، أَن رجلا قَالَ: يَا رَسُول الله مَا حق الْوَالِدين على ولدهما؟ قَالَ: "هما جنتك ونارك". رَوَاهُ ابْن مَاجَه.

18- فضل بر الْخَالَة

312 - عَن برَاء بن عَازِب رَضِي الله عَنهُ، عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "الْخَالَة بِمَنْزِلَة الْأُم". رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث صَحِيح.

313 - عَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا أَن رجلا أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله إِنِّي أصبت ذَنبا عَظِيما فَهَل لي من تَوْبَة؟ قَالَ: "هَل لَك من أم؟ " قَالَ: لَا قَالَ: "أَلَك خَالَة؟ " قَالَ: نعم. قَالَ: "فبرها". رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ.

18- فضل صلَة الرَّحِم

314 - عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من سره أَن يبسط عَلَيْهِ"، وَفِي رِوَايَة "فِي رزقه، وينسأ فِي أَثَره فَليصل رَحمَه". أَخْرجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ.

315 - عَن جُبَير بن مطعم رَضِي الله عَنهُ، عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "لَا يدْخل الْجنَّة قَاطع". أَخْرجَاهُ.

316 - عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "قَالَ الله: أَنا الرَّحْمَن وَهِي الرَّحِم شققت لَهَا من اسْمِي من وَصلهَا وصلته وَمن قطعهَا بتته". رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث صَحِيح وَاللَّفْظ لأبي دَاوُد.

317 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "من سره أَن يبسط لَهُ فِي رزقه وَأَن ينسأ لَهُ فِي أَثَره، فَليصل رَحمَه". أخرجه البُخَارِيّ.

19- فضل السَّعْي على الأرملة واليتيم وَالْبَنَات وَالْأَخَوَات

325 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ، عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "السَّاعِي على الأرملة والمسكين كالمجاهد فِي سَبِيل الله"، وَأَحْسبهُ قَالَ: "وكالقائم لَا يفتر، وكالصائم لَا يفْطر". أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم وَفِي لفظ البُخَارِيّ "أَو كَالَّذي يَصُوم النَّهَار وَيقوم اللَّيْل".

326 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "كافل الْيَتِيم لَهُ أَو لغيره، أَنا وَهُوَ كهاتين فِي الْجنَّة"، وَأَشَارَ الرَّاوِي بالسبابة وَالْوُسْطَى. رَوَاهُ مُسلم.

327 - عَن عبد الله بن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من قبض يَتِيما من بَين أَبَوَيْهِ إِلَى طَعَامه وَشَرَابه أدخلهُ الله الْجنَّة الْبَتَّةَ إِلَّا أَن يعْمل ذَنبا لَا يغْفر". رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ.

328 - عَن سهل بن سعد رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "أَنا وكافل الْيَتِيم فِي الْجنَّة هَكَذَا"، وَقَالَ بِأُصْبُعَيْهِ السبابَة وَالْوُسْطَى. رَوَاهُ البُخَارِيّ.

329 - عَن عَائِشَة قَالَت: جَاءَتْنِي امْرَأَة مَعهَا ابنتان تَسْأَلنِي فَلم تَجِد عِنْدِي غير تَمْرَة وَاحِدَة، فأعطيتها إِيَّاهَا فقسمتها بَين ابنتيها، ثمَّ قَامَت فَخرجت، فَدخل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَحَدَّثته فَقَالَ: "من بلي من هَذِه الْبَنَات بِشَيْء فَأحْسن إلَيْهِنَّ كن لَهُ سترا من النَّار". أَخْرجَاهُ بِنَحْوِهِ.

330 - عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من عَال جاريتين حَتَّى تبلغا جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة أَنا وَهُوَ"، وَضم أَصَابِعه. رَوَاهُ مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَلَفظه: "من عَال جاريتين دخلت أَنا وَهُوَ فِي الْجنَّة كهاتين"، وَأَشَارَ بِأُصْبُعَيْهِ.

331 - عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "لَا يكون لأحدكم ثَلَاث بَنَات أَو ثَلَاث أَخَوَات فَيحسن إلَيْهِنَّ إِلَّا دخل الْجنَّة". وَفِي رِوَايَة: "أَو ابنتان أَو أختَان فَأحْسن صحبتهن وَاتَّقَى الله فِيهِنَّ، فَلهُ الْجنَّة". رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَأَبُو دَاوُد بِنَحْوِهِ وَفِيه "وزوجهن".

332 - عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من كَانَت لَهُ أُنْثَى فَلم يئدها وَلم يهنها وَلم يُؤثر وَلَده عَلَيْهَا" قَالَ، يَعْنِي الذُّكُور، "أدخلهُ الله الْجنَّة". رَوَاهُ أَبُو دَاوُد.

333 - عَن عَوْف بن مَالك الْأَشْجَعِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "أَنا وَامْرَأَة سفعاء الْخَدين كهاتين يَوْم الْقِيَامَة"، وأومى بعض الروَاة بالسبابة وَالْوُسْطَى، "امْرَأَة آمت من زَوجهَا ذَات منصب وجمال حبست نَفسهَا على يتاماها حَتَّى بانوا وماتوا". رَوَاهُ أَبُو دَاوُد.

334 - عَن أبي أُمَامَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من مسح على رَأس يَتِيم لم يمسحه إِلَّا لله كَانَ فِي كل شَعْرَة مرت عَلَيْهَا يَده حَسَنَات، وَمن أحسن إِلَى يتيمة أَو يَتِيم عِنْده كنت أَنا وَهُوَ فِي الْجنَّة كهاتين"، وَفرق بَين إصبعيه السبابَة وَالْوُسْطَى. أخرجه الإِمَام أَحْمد.

335 - عَن عقبَة بن عَامر رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "من كَانَ لَهُ ثَلَاث بَنَات فَصَبر عَلَيْهِنَّ وأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته كن لَهُ حِجَابا يَوْم الْقِيَامَة من النَّار". رَوَاهُ ابْن مَاجَه.

336 - عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا من رجل تدْرك لَهُ ابنتان فَيحسن إِلَيْهِمَا مَا صحبتاه إِلَّا أدخلتاه الْجنَّة". رَوَاهُ ابْن مَاجَه.

337 - وروى أَيْضا عَن عبد الله بن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من عَال ثَلَاثَة من الْأَيْتَام كَانَ كمن قَامَ ليله وَصَامَ نَهَاره وَغدا وَرَاح شاهرا سَيْفه فِي سَبِيل الله وَكنت أَنا وَهُوَ فِي الْجنَّة أَخَوَيْنِ كهاتين أختَان وألصق إصبعيه السبابَة وَالْوُسْطَى.

20- فضل الْقَرْض

338 - عَن عبد الله بن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "مَا من مُسلم يقْرض مُسلما قرضا مرَّتَيْنِ إِلَّا كَانَ كصدقتهما مرّة". رَوَاهُ ابْن مَاجَه.

339 - وروى أَيْضا عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "رَأَيْت لَيْلَة أسرِي بِي على بَاب الْجنَّة مَكْتُوبًا الصَّدَقَة بِعشر أَمْثَالهَا، وَالْقَرْض بِثمَانِيَة عشر، فَقلت: يَا جِبْرِيل مَا بَال الْقَرْض أفضل من الصَّدَقَة، قَالَ: لِأَن السَّائِل يسْأَل وَعِنْده، والمستقرض لَا يستقرض إِلَّا من حَاجَة".

21- فضل من أنظر مُعسرا أَو تجَاوز عَنهُ

340 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "كَانَ رجل يداين النَّاس، فَكَانَ يَقُول لفتاه إِذا أتيت مُعسرا فَتَجَاوز عَنهُ لَعَلَّ الله يتَجَاوَز عَنَّا، فلقي الله نتجاوز عَنهُ ". أَخْرجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ.

341 - عَن أبي قَتَادَة أَنه طلب غريما لَهُ فتوارى عَنهُ ثمَّ وجده فَقَالَ: إِنِّي مُعسر قَالَ آللَّهُ قَالَ: فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "من سره أَن ينجيه الله عز وَجل من كرب يَوْم الْقِيَامَة، فلينفس عَن مُعسر أَو يضع لَهُ". رَوَاهُ مُسلم.

342 - عَن حُذَيْفَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "إِن رجلا مَاتَ فَدخل الْجنَّة، فَقيل لَهُ: مَا كنت تعْمل فإمَّا ذكرُوا وَإِمَّا ذكر، فَقَالَ: إِنِّي