5 قصص شعر تحمل فائدة كبيرة في طياتها
قصص شعرعربية
هذه
مجموعة من قصص شعر شيقة لأبيات شعر عربية أنقذت أصحابها والمواقف التي وقعوا بها،
وهي تحمل فائدة كبيرة في طياتها، ودروس وعبر ربما نفتقد لها ولمعانيها في زمننا
هذا الذي ضاعت فيه فصاحة العرب وبلاغتهم إلا من رحم، لنتعرف عليها في هذه
التدوينة.
1- قصة السفاح بن الرقراق الجني وشعره فيه
أخبرني
المفضل عن أبيه عن جده قال: أخبرني العلاء بن ميمون الآمدي عن أبيه قال:
ركبت
بحر الخزر أريد ناجورا حتى إذا ما كنت منها غير بعيد لجج مركبنا، فاستاقته ريح
الشمال شهراً في اللجة، ثم انكسر بنا، فوقعت أنا ورجلٌ من قريشٍ إلى جزيرة في
البحر ليس بها أنيس، فجعلنا نطوف، ونطمع في النجاة إذ أشرفنا على هوةٍ، وإذا بشيخٍ
مستندٍ إلى شجرة عظيمة، فلما رآنا تحشحش، وأناف إلينا، ففزعنا منه، ثم دنونا منه،
وقلنا: السلام عليك أيها الشيخ!
قال:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، فأنسنا به، فقال: ما خطبكما؟ فأخبرناه، فضحك
وقال: ما وطىء هذا الموضع أحدٌ من ولد آدم قط، فمن أنتما؟ قلنا: من العرب! قال:
بأبي وأمي العرب؛ فمن أيها؟ قلت: أما أنا فرجل من خزاعة، وأما صاحبي فمن قريش.
قال: بأبي قريش وأحمدها! ثم قال: يا أخا خزاعة هل تدري من القائل: الطويل
كأنْ
لم يَكُنْ بينَ الحَجُون إلى الصَّفَا
أَنِيْسٌ،
وَلَمْ يَسْمُرْ بِمَكَّةَ سامرُ
بلى!
نَحْنُ كنَّا أَهلَها، فأبادَنا
صُرُوفُ
اللّيالي والجُدُودُ العَواثِرُ
قلت:
نعم! ذلك الحرث بن مضاض الجرهمي. قال: ذلك مؤديها، وأنا قائلها في الحرب التي كانت
بينكم، معشر خزاعة، وبين جرهم. يا أخا قريش! أولد عبد المطلب بن هاشم؟ قلت: أين
يذهب بك، رحمك الله! فربا وعظم وقال: أرى زماناً قد تقارب إبانه، أفولد إبنه عبد
الله؟ قلنا: وأين يذهب بك؟ إنك لتسألنا مسألة من كان في الموتى. قال: فتزايد ثم
قال: فابنه محمد الهادي؟ قلت: هيهات! مات رسول الله، صلى الله عليه وسلم، منذ
أربعين سنة! قال: فشهق حتى ظننا أن نفسه قد خرجت، وانخفض حتى صار كالفرخ، وأنشأ
يقول: الكامل
ولَرُبَّ
راجٍ حِيْلَ دونَ رَجائهِ
وَمُؤمِّلٍ
ذَهَبَتْ بِهِ الآمالُ
ثم
جعل ينوح ويبكي حتى بل دمعه لحيته، فبكينا لبكائه، ثم قال: ويحكما! فمن ولي الأمر
بعده؟ قلنا: أبو بكر الصديق، وهو رجل من خير أصحابه، [من قريش] قال: ثم من؟ قلنا:
عمر بن الخطاب، قال: أفمن قومه؟ قلنا: نعم. قال: أما إن العرب لا تزال بخيرٍ ما
فعلت ذلك.
قلنا:
أيها الشيخ قد سألتنا فأخبرناك، فأخبرنا من أنت وما شأنك؟ فقال: أنا السفاح بن
الرقراق الجني لم أزل مؤمناً بالله وبرسله ومصدقاً، وكنت أعرف التوراة والإنجيل،
وكنت أرجو أن أرى محمداً، صلى الله عليه وسلم، فلما تفرقت الجن وأطلقت الطوالق
المقيدة من وقت سليمان، عليه السلام، إختبأت نفسي في هذه الجزيرة لعبادة الله
تعالى وتوحيده وانتظار نبيه محمد، صلى الله عليه وسلم، وآليت على نفسي أن لا أبراح
ههنا حتى أسمع بخروجه، ولقد تقاصرت أعمار الآدميين، وإنما صرت فيها منذ أربعمائة
سنةٍ، وعبد منافٍ إذ ذاك غلامٌ يفعةٌ ما ظننت أنه ولد له ولد، وذلك أنا نجد علم
الأحداث، ولا يعلم الآجال إلا الله تعالى، والخير بيده، وأما أنتما أيها الرجلان،
فبينكما وبين الآدميين من الغامر مسيرة أكثر من سنة، ولكن خذا هذا العود، فاكتفلا
به كالدابة إذا نام الناس، فإنه يؤديكما إلى بلدكما، واقرئا محمداً مني السلام،
فإني طامع بجوار قبره. قال: ففعلنا ما أمرنا به، فأصبحنا في مصلى آمد.
قصص شعر عربية من التاريخ القديم
2- قصة لافظ بن لاحظ شيطان امرىء القيس ابيات شعر
ذكر
مطرف الكناني عن ابن دأبٍ قال: حدثني رجلٌ من أهل زرود ثقةٌ عن أبيه عن جده قال:
خرجت في طلب لقاحٍ لي على فحلٍ كأنه فدن يمر بي يسبق الريح حتى دفعت إلى خيمةٍ،
وإذا بفنائها شيخٌ كبيرٌ، فسلمت فلم يرد علي، فقال: من أين وإلى أين؟ فاستحمقته إذ
بخل برد السلام، وأسرع إلى السؤال؛ فقلت – من هاهنا- وأشرت إلى خلفي، وإلى هاهنا-
وأشرت إلى أمامي،
فقال:
أما من ههنا فنعم؛ وأما إلى ههنا، فوالله ما أراك تبهج بذلك، إلا أن يسهل عليك
مداراة من ترد عليه! قلت: وكيف ذلك أيها الشيخ؟ قال: لأن الشكل غير شكلك، والزي
غير زيك، فضرب قلبي أنه من الجن، وقلت: أتروي من أشعار العرب شيئاً؟ قال: نعم!
وأقول، قلت: فأنشدني، كالمستهزىء به، فأنشدني قول امرىء القيس: الطويل
قفا
نَبكِ من ذِكرَى حَبيبٍ ومَنزِلِ
بسِقطِ
اللّوَى بينَ الدَّخولِ فحَومَلِ
فلما
فرغ قلت: لو أن امرأ القيس ينشر لردعك عن هذا الكلام! فقال: ماذا تقول؟ قلت:
لامرىء القيس، قال: لست أول من كفر نعمةً أسداها! قلت: ألا تستحي أيها الشيخ،
ألمثل امرىء القيس يقال هذا؟
قال:
أنا والله منحته ما أعجبك منه! قلت: فما اسمك؟ قال: لافظ بن لاحظ. فقلت: إسمان
منكران. قال: أجل! فاستحمقت نفسي له بعدما استحمقته لها، وأنست به لطول محاورتي
إياه؛ وقد عرفت أنه من الجن، فقلت له: من أشعر العرب؟ فأنشأ يقول: الكامل
ذهَبَ
ابنُ حُجرٍ بالقَريضِ وَقَوْلِه
وَلَقَدْ
أَجادَ فَما يُعابُ زيادُ
للَّهِ
هاذِرٌ إذْ يَجُودُ بقَولِهِ،
إنَّ
ابنَ ماهرَ بَعْدَها لَجَوادُ
قلت:
من هاذر؟ قال: صاحب زياد الذبياني، وهو أشعر الجن وأضنهم بشعره، فالعجب منه كيف
سلسل لأخي ذبيان به، ولقد علم بنيةً لي قصيدةً له من فيه إلى أذنها ثم صرخ بها:
أخرجي فدىً لك من ولدت حواء! فقلت له:
ما
أنصفت أيها الشيخ، فقال: ما قلت بأساً؛ ثم رجعت إلى نفسي، فعرفت ما أراد، فسكت ثم
أنشدتني الجارية: الوافر
نأَتْ
بسُعادَ عَنك نوىً شَطونُ
فَبانَتْ
والفُؤادُ بها حَزينُ
حتى
أتت على قوله منها:
كذلكَ
كانَ نُوحٌ لا يَخُونُ
قال:
لو كان رأي قوم نوحٍ فيه كرأي هاذر ما أصابهم الغرق! فحفظت البيتين ثم نهض بي
الفحل، فعدت إلى لقاحي.
أجمل 4 قصص شعر عن المحبين قصة وقصيدة حب
3- قصة الشعبي والأخطل وعبد الملك بن مروان ومن أشعر الناس فى قصة شعر؟
أخبرنا
ابن عثمان عن مطرف الكناني عن ابن دأب في حديث رفعه إلى عبد الملك بن مسلم:
أن
عبد الملك بن مروان كتب إلى الحجاج: إنه لم يبق من لذة الدنيا شيءٌ إلا وقد أصبت
منه، ولم يبق إلا مناقلة الحديث، وقبلك عامر الشعبي، فابعث به إلي يحدثني. فبعث
الحجاج بالشعبي وأطراه في كتابه،
فخرج
الشعبي حتى صار بباب عبد الملك فقال للحاجب: إستأذن لي! فقال الحاجب: ومن أنت رحمك
الله؟ قال: أنا عامر الشعبي، فنهض الحاجب وأجلسه على كرسيه، فلم يلبث الحاجب أن
أدخله،
قال
الشعبي: فدخلت فإذا عبد الملك على كرسي، وإذا بين يديه رجلٌ أبيض الرأس واللحية
على كرسي آخر، فسلمت، فرد السلام ثم أومأ بقضيبه فقعدت على يساره، ثم أقبل على رجل
عنده، فقال:
ويحك
من أشعر الناس؟ قال: أنا يا امير المؤمنين! قال الشعبي: فأظلم ما بيني وبين عبد
الملك من البيت، ولم أصبر أن قلت: من هذا يا أمير المؤمنين الذي يزعم أنه أشعر
الناس؟ فعجب عبد الملك من عجلتي قبل أن يسألني،
وقال:
هذا الأخطل، قلت: بل أشعر منك يا أخطل الذي يقول: السريع
هذا
غُلامٌ حَسَنٌ وَجْهُهُ
مُستَقبلُ
الخَيرِ سريعُ التّمامْ
للحَرَثِ
الأكبرِ والحَرَثِ ال
أعْرَجِ
والأصغَرِ خَيرِ الأنامْ
ثمّ
لهندٍ ولهندٍ، وقد
أَسْرَعَ
في الخَيراتِ مِنهم إمامْ
ستّةُ
آباءٍ هُمُ ما هُمُ،
أَكْرَمُ مَنْ يشرَبُ صَوبَ الغَمامْ
قال:
فرددتها حتى حفظها عبد الملك، فقال الأخطل: من هذا يا أمير المؤمنين؟ قال: هذا
الشعبي!
قال
الأخطل: والإنجيل هذا ما استعذت بالله من شره! صدق والله: ألنابغة أشعر مني!
فالتفت
إلي عبد الملك فقال: ما تقول في النابغة يا شعبي؟ قال: قدمه عمر بن الخطاب في غير
موضع على جميع الشعراء.
4- قصة شعرية لعبيد بن
الأبرص مع الجني الذي ساعده
روي
أن عبيد بن الأبرص خرج في ركبٍ فبينما هم يسيرون إذا بشجاع قد احترق جنباه من
الرمضاء، فقال له بعض أصحابه: دونك الشجاع يا عبيد فاقتله! قال عبيد: هو إلى غير
القتل أحوج، فأخذ إدواةً من ماءٍ، فصبها عليه، فانساب الشجاع ودخل في جحره، وسار
القوم، فقضوا حوائجهم، ثم أقبلوا حتى صاروا إلى ذلك الموضع الذي فيه الشجاع، قال:
فتأخر عبيد لقضاء حوائجه، فانلفت بكره، وقيل بل حسر عليه، فسار القوم، وبقي عبيد
متحيراً، فإذا بهاتفٍ من عدوة الوادي، وهو يقول: الرجز
يا
صاحبَ البكرِ المُضِلِّ مَرْكَبَهْ
دونَكَ
هذا البكرَ مِنَّا فاركبَه
ما
دونَه من ذي الرّشادِ تَصحَبُه
وبكْرُكَ
الآخرُ أَيضاً تجنُبُه
حتى
إذا اللّيلُ تَجَلّى غَيهَبُه
فَحُطَّ
عَنْهُ رَحلَهُ وسَيّبَه
إذا
بَدَا الصّبحُ ولاحَ كَوكَبُه
وقد
حمدتَ عنهُ ذاكَ مَصحبَه
قال:
فالتفت عبيد، فإذا هو ببكره، وبكرٍ إلى جنبه، فركبه، حتى إذا صار إلى دار قومه
أرسل البكر، وأنشأ يقول: البسيط
يا
صاحبَ البكرِ قَدْ أُنقِذْتَ من بَلَدٍ
يَحارُ في حافَتَيها المُدلِجُ الهادِيْ
هَلاَّ
أَبَنْتَ لَنا بالحَقّ نَعرفُهُ،
مَن ذا الذي جادَ بالمَعروفِ في الوادي
إرجِعْ حميداً، فقَد أبلَغتَ مَأْمَنَنا
بُوْرِكتَ
من ذي سَنامٍ رائحٍ غادي
5- رواية شعرية الرجال أربعة – الخليل بن أحمد
قدم
رجلٌ من فزارة على الخليل بن أحمد وكان الفزاري [tie_tooltip
text=”عيِيَ في : عاجز عن بيان مُراده بالكلام ،
عاجز عن إحكام أمرٍ ما” gravity=”n”]عييّا[/tie_tooltip]، فسأل الخليل مسألةً
فأبطأ في جوابها، فتضاحك الفزاري، فالتفت الخليل إلى بعض جلسائه فقال:
الرجال
أربعة: فرجل يدري ويدري أنه يدري، فذلك عالم فاعرفوه، ورجل يدري ولا يدري أنه
يدري، فذلك غافلٌ فأيقظوه؛ ؛ ورجل لا يدري ويدري انه لا يدري فذلك مسترشد فأرشدوه،
ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري، فذلك مائق فاجتنبوه.
ثم
أنشأ الخليل يقول: الكامل
لو
كنتَ تَعلَمُ ما أقولُ عذَرتَني
أَوْ كنتُ أَجْهَلُ ما تقولُ عذَلتُكا
لَكِنْ
جَهِلتَ مَقَالَتي فَعذَلْتَني
لا تقرأ وترحل اترك لنا تعليقا
وعلِمتُ
أَنَّكَ مائقٌ فَعَذَرْتُكا