قصص شعر عربية من التاريخ القديم

 قصص شعر من التاريخ القديم

تعتبر قصص الشعر العربية من القصص الهادفة والمفيدة لنشر الفوائد والحكم القديمة من فصاحة فى الكلام والأدب ......الخ
وقد استغنى الكثير فى وقتنا هذا من مطالعة قصص مثل هذه ,لذالك قمنا بتجمعة اربع قصص شعرية جميلة أرجو ان تنال اعجابكم 
أبيات شعر لها قصة أجمل بيت شعر في العالم أجمل قصائد الشعر العربي الحديث روائع الشعر العربي

1- 1- قصة شعرية وصف النابغة للمتجردة زوجة النعمان وهروبه إلى الشام

قيل مكث النابغة دهراً لا يقول الشعر، ثم أمر بثيابه، فغسلت، وعصب حاجبيه على جبهته، فلما نظر إلى الناس أنشأ يقول:

أَلَمرءُ يأْمُلُ أنْ يَعي … شَ، وطولُ عَيْشٍ قَدْ يَضرّهْ

تَفنى بَشاشَتُهُ، ويَبْ … قَى بعدَ حُلوِ العَيشِ مُرّهْ

وتَصَرَّمُ الأيّامُ، حتى … لا يَرى شيئاً يَسرّهْ

كم شامتٍ بي إنْ هَلَكْ … تُ، وقائِلٍ للَّهِ دَرَّهْ

قال: لما قال النابغة: الكامل

أَمِنْ آلِ مَيَّةَ رائحٌ أَو مُغتَدي … عَجْلانَ، ذا زادٍ، وغيرَ مَزَوَّدِ

وقوله في البيت الثاني:

زَعَمَ البَوارحُ أنّ رحلَتَنا غَداً، … وبذاكَ خَرّرَنا الغرابُ الأسودُ

هابوه أن يقولوا له لحنت، أو أكفأت، فعمدوا إلى قينته، فقالوا: غنيه! فلما غنته بالخفض والرفع فطن وقال:

وبذاكَ تَنعابُ الغُرابِ الأسوَدِ

وكان بدء غضب النعمان عليه أن النعمان قال: يا زياد! صف لي المتجردة، ولا تغادر منها شيئاً، وكانت زوجة النعمان، وكانت أحسن نساء زمانها، وكان النعمان قصيراً، دميماً، أبرش، وكان ممن يجالسه ويسير معه رجلٌ آخر يقال له: المنخل، كان جميلاً، وكان النابغة عفيفاً، فقال له النعمان: صف لي المتجردة، فوصفها في الشعر الذي يقول فيه:

لو أَنَّها عَرَضَتْ لأَشْمَطَ راهبٍ، … يدعو الإلَهَ، صَرورَةٍ، مُتَعَبِّدِ

لَصَبَا لَبَهجتِها وطِيْبِ حَديثها، … ولَخَالَهُ رُشْداً، وإنْ لم يَرشُد

تَسعُ البلادُ إذا أتَيتُك زائراً، … فإذا هجَرتُك ضاقَ عنّي مَقعدي

ثم وصف جميع محاسنها، فلما بلغ إلى المعنى قال:

وإذا لَمَسْتَ لَمَسْتَ أَجْثَمَ جاثِماً … مُتَحَيِّزاً بمكانِهِ مِلءَ اليَدِ

وإذا طَعَنتَ طَعَنتَ في مُسْتَهدِفٍ … ناتيْ المَجَسَّةِ بالعَبيرِ مُقَرمَدِ

وإذا نزعتَ نزعْتَ عن مُستَحصِفٍ … نَزْعَ الحَزَوَّرِ بالرّشاءِ المُحْصَدِ

وتكادُ تَنزعُ جِلدَهُ عَن مَلّةٍ … فيها لوافحُ كالحَريقِ الموقَدِ

أجمل 4 قصص شعر عن المحبين قصة وقصيدة حب

قال: فلما سمع ذلك المنخل، وكان يغار عليها، قال: أيد الله الملك، ما يقول هذا إلا من جرب ورأى؛ فوقع ذلك في نفس النعمان وكان له بوابٌ يقال له عصام، وكان صديقاً للنابغة، فأخبره الخبر، فهرب إلى ملوك غسان، وهم آل جفنة الذين يقول فيهم حسان بن ثابت: الكامل

للَّهِ دَرّ عصابَةٍ نادَمتُهُم … يوماً بِجِلّقَ في الزّمانِ الأوّلِ

أبناءُ جَفْنَةَ حولَ قبرِ أَبيهِمُ … عمرو بْنُ ماريةَ الكريمِ المُفضلِ

بيضُ الوُجوهِ كريمةٌ أحسابُهمْ … شُمُّ الأنوفِ مِنَ الطّرازِ الأوّلِ

يُغْشَونَ حتى ما تهرُّ كلابُهُمْ … لا يَسألونَ عن السّوادِ المُقبلِ

فأقام النابغة عندهم حتى صح للنعمان براءته، فأرسل إليه، ورضي عنه، ولعصام يقول النابغة:

أَلمْ أُقْسِمْ عَلَيكَ لتُخبِرَنّي: … أَمَحْمولٌ على النّعشِ الهُمامُ

فإنّي لا أَلُومُ على دُخولٍ، … ولكنْ ما وراءَكَ يا عِصامُ؟

فإن يَهلِكْ أبو قابوسَ يَهلِكْ

                 رَبيعُ النّاسِ، والشَّهْرُ الحَرامُ

ونأخُذْ بعدَهُ بِذُنابِ عَيشٍ

                  أَجَبِّ الظّهرِ، لَيسَ لهُ سَنامُ

تَمَخّضَتِ المَنُونُ له بيَومٍ

                     أتَى، وَلِكُلِّ حامِلَةٍ تَمامُ

ولَيسَ بخابىءٍ لغَدٍ طَعاماً

                 حِذارَ غَدٍ، لكلِّ غَدٍ طَعامُ

وكان النابغة قد أسن جداً فترك قول الشعر، فمات وهو لا يقوله.

قصص شعر الشعراء الثلاث مع الفتاة الجميلة

2- قصه الشاعر أشجع الناس في الشعر – من كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني

قال عبد الملك ابن مروان يوماً لجلسائه: أخبروني عن أشجع الناس، قالوا: في الشعر يا أمير المؤمنين، فقال نعم، فقال رجل: عمرو بن الإطنابة، فقال عبد الملك: كيف يكون وهو الذي يقول:

أبت لي عفتي وأبى

 بلائي وأخذي الحمد بالثمن الربيح

                            وإعطائي على المكروه مالي

 وضربي هامة البطل المشيح

                              وقولي كلما جشأت وجاشت

 مكانك تحمدي أو تستريحي

قال قائل يا أمير المؤمنين عمرو بن معد كرب، قال عبد الملك كيف يكون وهو الذي يقول:

ولما رأيت الخيل زوراً كأنها

            جداول زرع أرسلت فاسبطرت

فجاشت إلى النفس أول

       مرة وردت على مكروهها فاستقرت

قال قائل يا أمير المؤمنين عامر بن الطفيل، قال عبد الملك كيف يكون هو الذي يقول:

وقد علموا أني أكر عليهم

                     عشية فيف الريح كر المدورِ

 وما رمت حتى بل صدري ونحره

                     نجيع كهداب الدمقس المَسَيِّرِ

 أقول لنفس لا تجاد بمثلها

                      أقلى مراجاً أنني غير مدبر

قالوا فمن أشجع، قال عباس بن مرداس السلمي، وقيس بن الخطيم الأنصاري ورجل من مزينة، قالوا وكيف ذاك يا أمير المؤمنين، قال: أما عباس بن مرداس فقال:

أنا الرجل الذي حدثت عنه

                  إذا الخفرات لم تستر براها

أشد على الكتيبة لا أبالي

                    أحتفي كان فيها أم سواها

 ولي نفس تتوق إلى المعالي

                        ستتلف أو أبلغها مناها

وأما قيس فقال:

وكنت امرأًً لا أسمع الدهر سُبَّة

               أسب بها إلا كشفت غطاءها

 وإني لدى الحرب الضروس موكل

                    بإقدام نفس لا أريد بقائها

وأما فارس مزينة فقال:

دعوت بني قحافة فاستجابوا

                       فقلت رِدوا فقد طاب الورود

 دعوت إلى المصاع فجاوبوني

                            بورد ما ينهنهه المزيد

 كأن غمامة برقت عليهم

                     من الأصياف ترجسها الرعود

عزمت على إقامة ذي صباح

                            لأمر ما يسود من يسود

3- قصة شعر بين الأمين وجلسائه - من كتاب العقد الفريد

تنفس محمد بن هارون الأمين يوما في مجلسه أيام الحصار، فالتفت إلى جليس له – وهو محمد بن سلّام صاحب المظالم – فقال له: ويحك يا محمد! أتراني؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، ذكرت قول الشاعر:

ذَكَرَ الهوى فَتَنَفَّسَ المشتاقُ

                      وَبَدا عليه الذلُّ والإطراقُ

 يا من يصيّرني لأصبر بعده

                    الصبر ليس يطيقه العشاق

فقال: لا واللَّه ما نكأتها. ثم التفت إلى جليس له آخر. فقال: ويحك! أتراني؟

قال: نعم يا أمير المؤمنين، ذكرت قول ابن الأحنف:

تذكرت بالريحان منك شمائلا

                     بالراح عذبا من مقبّلك العذب

فقال: لا واللَّه ما نكأتها ثم التفت إلى كوثر الخادم، فقال: ويحك، أتراني؟

فقال: نعم يا أمير المؤمنين، ذكرت قول ابن نفيلة الغساني:

إن كان دهر بني ساسان فرقهم

                  فإنما الدهر أطوار دهارير

 وربما أصبحوا يوما بمنزلة

              تهاب صولتها الأسد المهاصير

قال: صدقت!

4- قصة  شعر ذو الرّمة وعصمة بن عبد الملك مع ميّة معشوقته

قال أبو صالح الفزاري: ذكرنا ذا الرّمة، فقال عصمة بن عبد الملك – شيخ منا قد بلغ عشرين ومائة سنة- : إياي فاسألوا عنه؛ كان من أظرف الناس، آدم، خفيف العارضين، حسن الضحك، حلو المنطق، وإذا أنشد جشّ صوته، وإذا راجعك لم تسأم حديثه وكلامه.

وكان له إخوة يقولون الشعر، منهم مسعود، وهشام وأوفى، وكانوا يقولون القصيدة فيزيد عليها الابيات فتذهب له.

فجمعني وإياه مرتبع، فأتاني يوما، فقال لي: هيا: [يا عصمة] ؛ إنّ مية منقرية، وبنو منقر أخبث حيّ، وأقفى للأثر، فهل عندك ناقة نردار عليها مية؟ قلت: واللَّه إنّ عندي الجؤذر. قال: عليّ بها.

فركبنا جميعا وخرجنا حتى أشرفنا على بيوت الحيّ، وإذا ببيت فيه ناحية، والقوم خلوف ، والنساء في الرحال، فعرفن ذا الرمّة فتقوّض  النساء إلى مية؛ وجئنا ثم أنخنا، ثم دنونا، فسلمنا وقعدنا نتحدّث؛ فإذا هي جارية أملود  ، واردة  الشعر، بيضاء تغمرها صفرة، وعليها ثوب أصفر، وطاق أخضر؛ فقلن: أنشدنا يا ذا الرمّة؛ فقال: أنشدهنّ يا عصمة. فأنشدتهنّ:

نظرت إلى أظعان ميّ كأنها

                              ذرا النخل أو أثل تميل ذوائبه

فأعربت العينان والصدر كاتم

                               بمغرورق تمت عليه سواكبه

بكا وامق خاف الفراق ولم تجل

                           جوائلها أسراره ومغايبه

فقالت ظريفة منهنّ: لكن الآن فلنجل. قال: فنظرت إليها مية متكرهة، ثم مضيت في القصيدة، حتى انتهيت إلى قوله:

إذا سرحت من حبّ ميّ سوارح

                    على القلب آبته جميعا عوازبه

فقالت [لها] الظريفة: قتلته قاتلك اللَّه! قالت مية: ما أصحه وهنيئا له! فتنفس ذو الرمّة تنفسا ظننت معه أنّ فؤاده قد انصدع؛

ومضيت فيها حتى انتهيت إلى قوله:

وقد حلفت باللَّه ميّة ما الذي

                               قول لها إلا الذي أنا كاذبه

إذا فرماني اللَّه من حيث لا أرى

                          ولا زال في أرضي عدوّ أحاربه

فالتفتت إليه [ميّة] فقالت: خف عواقب اللَّه! ومضيت في القصيدة حتى انتهيت إلى قوله:

إذا راجعتك القول ميّة أو بدا

           لك الوجه منها أو نضا الثّوب سالبه

 فيا لك من خدّ أسيل ومنطق

                   رخيم ومن خلق تعلّل جادبه

فقالت الظريفة: أما هذه فقد راجعتك، وقد بدا لك الوجه منها، فمن لك بأن ينضو الدرع سالبه؟ فالتفتت مية إليها فقالت: قاتلك اللَّه، ما أنكر ما تجيبين به! فتحدثن ساعة، ثم قالت الظريفة للنساء: إن لهذين شأنا، فقمن بنا [عنهما.

فقامت، وقمن معها] وقمت معهنّ: فجلست في بيت أراهما منه، فما رأيته برح من مقعده ولا قعدته؛ فسمعتها قالت له:

كذبت واللَّه! ولا أدري ما قال لها. فلبثت قليلا ثم جاءني ومعه قارورة فيها دهن ومعه قلائد، فقال: هذا دهن طيب أتحفنا به، وهذه قلائد للجؤذر؛ ولا واللَّه ما أقلدهن بعيرا أبدا!

وشدّ بهن ذوائب سيفه، وانصرفنا؛ فكنا نختلف إليها حتى انقضى الربيع ودعا الناس المصيف؛ فأتاني فقال: هيا عصمة، رحلت ولم يبق إلا الآثار والرسوم من الديار! وأنشدني:

ألا يا اسلمي يا دار ميّ على البلى

                                        ولا زال منهلّا بجرعائك القطر